منذ انطلاقها في عام 2015، فرضت قناة التاسعة التونسية نفسها كأحد أبرز الفاعلين في الساحة الإعلامية في تونس، مستفيدة من مناخ الحرية النسبية الذي أعقب الثورة التونسية سنة 2011. وقد راهنت القناة على تقديم محتوى متنوع يجمع بين السياسة، الترفيه، الرياضة، والثقافة، في محاولة لخلق نموذج تلفزيوني تونسي قادر على منافسة القنوات العربية والدولية، لم تكن هذه المهمة سهلة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي عرفها الإعلام التونسي، لكن القناة تمكنت من إثبات وجودها، وخلقت قاعدة جماهيرية واسعة داخل البلاد وخارجها، خاصة بين الجالية التونسية في أوروبا ودول الخليج، وننشر لكم تردد قناة التاسعة التونسية على النايل سات 2025.
النشأة والتأسيس
تأسست قناة التاسعة في عام 2015 على يد عدد من رجال الأعمال والإعلاميين، في مقدمتهم معز بن غربية، الصحفي المعروف والذي سبق له أن عمل في قنوات تونسية بارزة مثل قناة حنبعل. جاءت القناة كإضافة جديدة إلى المشهد السمعي البصري الذي عرف في تلك الفترة طفرة كبيرة في عدد القنوات الخاصة، خاصة بعد الثورة التي حررت الإعلام من قبضة الدولة.
تميزت قناة التاسعة منذ البداية بطموحات عالية، حيث ركزت على الاستثمار في الإنتاج المحلي، وجلب وجوه إعلامية وفنية معروفة، إضافة إلى اعتماد خطة تسويقية قوية مكنتها من الوصول إلى شريحة واسعة من المشاهدين.
الخط التحريري والمحتوى
اعتمدت قناة التاسعة نهجًا إعلاميًا متوازنًا، يراعي متطلبات الجمهور التونسي المتنوع، ويواكب المستجدات الوطنية والعالمية. تم تقسيم المحتوى داخل القناة إلى عدة محاور رئيسية، أبرزها:
1. البرامج السياسية والحوارية
أولت القناة اهتمامًا خاصًا بالبرامج السياسية الجادة، خاصة تلك التي تتناول الشأن العام وتستضيف وجوهًا سياسية بارزة من مختلف الأطياف. ومن أشهر برامجها:
- الحقائق الأربع: برنامج تحقيقات صحفية يكشف قضايا فساد وملفات ساخنة من قلب المجتمع التونسي.
- الحدث: برنامج حواري أسبوعي يستضيف شخصيات سياسية واقتصادية لمناقشة القضايا الراهنة.
- مع الناس: برنامج يسلط الضوء على هموم المواطن، ويمنحه فرصة التعبير عن مشاكله بشكل مباشر.
2. البرامج الترفيهية والاجتماعية
سعت القناة إلى تقديم محتوى ترفيهي يحترم عقل المشاهد، وفي الوقت نفسه يعكس الواقع التونسي. من بين البرامج الناجحة:
- ديما لاباس: برنامج فني كوميدي اجتماعي من تقديم نوفل الورتاني، حظي بشعبية واسعة.
- عندي ما نقلك: برنامج اجتماعي يهتم بحل مشاكل المواطنين بأسلوب درامي وإنساني.
- ضيف التاسعة: برنامج حواري يستضيف شخصيات فنية ورياضية وسياسية في جو حميمي.
3. الإنتاجات الدرامية
حرصت القناة على إنتاج مسلسلات تونسية ذات جودة عالية، خاصة في شهر رمضان، ومن أبرز ما عرضته:
- مسلسل شورب: الذي لاقى نجاحًا كبيرًا وتميز بإنتاجه القوي.
- مسلسل قلب الذيب: الذي أثار جدلًا واسعًا عند بثه.
- مسلسل فوندو: عمل درامي شبابي لامس قضايا اجتماعية معاصرة.
4. الرياضة
قدمت القناة عدة برامج رياضية، أهمها التاسعة سبور، الذي يغطي أخبار الفرق التونسية، ويناقش آخر المستجدات الرياضية، ويستضيف محللين وخبراء في المجال الكروي.
الهوية البصرية والتقنية
منذ انطلاقتها، اهتمت قناة التاسعة بهويتها البصرية وحرصت على تقديم شاشة حديثة وبتقنيات إخراج وتصوير متطورة. حيث استثمرت القناة في المعدات والإخراج، واهتمت بجودة الصوت والصورة، كما أدخلت في السنوات الأخيرة عدة تحسينات على واجهتها الرسومية لتواكب التطورات التكنولوجية.
تردد القناة التاسعة التونسية لعام 2025
من أجل ضمان وصول بثها إلى أوسع جمهور ممكن داخل تونس وخارجها، توفر قناة التاسعة ثلاث ترددات عبر القمر الصناعي نايل سات. وتتميز هذه الترددات بجودة بث مستقرة ووضوح في الصورة والصوت.
التردد الأول:
- التردد: 11675
- معدل الترميز: 27500
- القمر الصناعي: نايل سات
- الاستقطاب: أفقي
- معامل تصحيح الخطأ: 5/6
التردد الثاني:
- التردد: 11392
- معدل الترميز: 27500
- القمر الصناعي: نايل سات
- الاستقطاب: رأسي
- معامل تصحيح الخطأ: 5/6
التردد الثالث:
- التردد: 11657
- معدل الترميز: 27500
- القمر الصناعي: نايل سات
- الاستقطاب: رأسي
- معامل تصحيح الخطأ: 5/6
تتيح هذه الترددات متابعة القناة بجودة جيدة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إضافة إلى أوروبا بالنسبة للمشاهدين المتواجدين بالخارج.
قناة التاسعة والجمهور التونسي
توجهت قناة التاسعة إلى جمهور متنوع، يجمع بين الطبقة الوسطى والعاملة، والمثقفين، والشباب، وربات البيوت، وقد نجحت في أن تكون قناة عائلية بامتياز، لما تحتويه من برامج متنوعة ترضي مختلف الأذواق.
كما ساهمت في نقل نبض الشارع التونسي، وفتح المجال أمام المواطنين للتعبير عن مشاكلهم، وهو ما زاد من شعبيتها. فالجمهور يرى في القناة مرآة تعكس الواقع بأبعاده السياسية والاجتماعية والفنية.
التحديات التي واجهتها القناة
رغم النجاحات، لم تكن الطريق سهلة أمام القناة، إذ واجهت عدة صعوبات، أهمها:
- الضغوط السياسية: نظرًا لجرأة بعض برامجها، وجدت القناة نفسها أحيانًا في مواجهة مع بعض الأحزاب والتيارات السياسية.
- الأزمات المالية: كما هو حال باقي القنوات التونسية، واجهت التاسعة مصاعب مادية أثرت على قدرتها الإنتاجية في بعض الفترات.
- المنافسة الشرسة: في ظل وجود عدد كبير من القنوات الخاصة، اضطرت التاسعة إلى العمل بجد للحفاظ على جمهورها وتوسيع نطاق انتشارها.
مستقبل القناة
تسعى قناة التاسعة إلى تطوير محتواها أكثر في السنوات القادمة، وذلك عبر:
- التحول الرقمي: من خلال تعزيز تواجدها على المنصات الاجتماعية (فيسبوك، يوتيوب، إنستغرام).
- الاستثمار في الإنتاج الدرامي والسينمائي المحلي.
- إطلاق خدمات البث المباشر على الإنترنت لتواكب التطور التكنولوجي في مجال الإعلام.
- تطوير المحتوى الموجه للجاليات التونسية بالخارج.
- دعم حرية التعبير عبر التزامها بخط تحريري مستقل وغير منحاز.
تمكنت قناة التاسعة من فرض نفسها كلاعب رئيسي في الساحة الإعلامية التونسية، بفضل جرأتها، تنوع برامجها، واستقلالية خطها التحريري. ومع تطور الإعلام وتزايد المنافسة، يبقى الرهان الأساسي للقناة هو الحفاظ على جودة المحتوى، والتفاعل مع تطلعات المشاهد التونسي والعربي، مع البقاء دائمًا قناة قريبة من الناس، تنقل الحقيقة، وتفتح المجال للنقاش الحر.
إن قناة التاسعة ليست مجرد قناة تلفزيونية، بل هي مشروع وطني يسعى إلى إعلام حر ومهني يخدم المواطن، ويعكس روح تونس ما بعد الثورة.
هل تود أيضًا أن أرفق فقرة عن أبرز الإعلاميين في القناة أو بعض القضايا المثيرة التي غطتها مؤخرًا؟