في واحدة من أبرز المواجهات العربية المنتظرة ضمن كأس العالم للأندية 2025، يلتقي فريقا الوداد البيضاوي المغربي والعين الإماراتي في مباراة تجمع بين الكبرياء الكروي والرغبة في إثبات الذات. رغم خروجهما رسميًا من المنافسة، إلا أن هذه المباراة تحمل أهمية خاصة للجماهير العربية، وللفريقين الذين يسعيان لإنهاء مشوارهما في البطولة بأداء مشرف يعكس طموحات الكرة العربية في المحافل الدولية. في هذا الموضوع نستعرض مجريات اللقاء، تحليل أداء الفريقين، التشكيلات المتوقعة، ودلالات هذه المواجهة على مستقبل الناديين.
السياق العام وأهمية اللقاء
تُقام المباراة على ملعب Audi Field في واشنطن العاصمة (الولايات المتحدة) عند الساعة 15:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 بتوقيت القاهرة)، وتنقل عبر منصة DAZN مجانًا للعالم العربي.
رغم خروج الفريقين رسميًا من المنافسة بعد الخسارتين المتتاليتين أمام مانشستر سيتي ويوفنتوس، فإن اللقاء يحمل أكثر من دلالة:
- فرصة لكل فريق لـ«استعادة الكرامة» أمام الجماهير العربية والعالمية.
- اختبار لمدى عمق قائمة اللاعبين وإمكانات البدلاء تحت الضغط الدولي.
- منصة لظهور المواهب وإرسال رسالة عن جاهزيّة الأندية العربية أمام العمالقة الأوروبية.
مسار الوداد في البطولة
المباراة الأولى: خسر الوداد أمام مانشستر سيتي 0–2، رغم أداءٍ دفاعي منظم وحصوله على بعض الفرص المنخفضة الخطورة.
المباراة الثانية: هُزم 1–4 ضد يوفنتوس، وسجل هدفه الوحيد المهاجم الجنوب أفريقي ثيمبنكوسي لورش.
المركز الحالي: يحتل الوداد المركز الثالث في المجموعة بلا نقاط، بفارق أهداف –5، مقابل –11 للعين.
يُظهر الوداد قدرة دفاعية أفضل نسبياً مقارنة بالعين، لكنه يفتقر إلى الفعالية الهجومية، إذ اكتفى بتسديدة واحدة على المرمى في مباراة يوفنتوس وتمريرات حاسمة صفرية.
مسار العين في البطولة
المباراة الأولى: تعرّض لخسارة ثقيلة 0–5 أمام يوفنتوس، وظهر مستواه الميداني متراجعًا تمامًا.
المباراة الثانية: تعرض لخسارة أكبر بنتيجة 0–6 أمام مانشستر سيتي.
المركز الحالي: في ذيل الترتيب بدون نقاط، وسط حاجة ملحّة للبحث عن أول هدف يُنقذ ماء الوجه.
العين واجه صعوبات واضحة في البناء الهجومي، ورغم بعض اللمحات الفردية من لاعبيه، لم يتمكن من تهديد مرمى الخصم بفعالية.
التشكيل المتوقع والاستراتيجية التكتيكية
الوداد (4-3-3 معتدل)
حارس المرمى: ياسين بنعبييد
خط الدفاع: يونس موفي، بيتر ماجير، أشرف بوتويل، خوان فيريرا
وسط الميدان: نور الدين أمرابط، حمزة مولسع، ثيمبنكوسي لورش
الهجوم: دانيال مايلولا، عبد الإله المبارك، كريم لورش
استراتيجية الوداد:
الاعتماد على الضغط العالي واستغلال السرعة في التحول الهجومي، إلى جانب تنشيط الأطراف بتمريرات لورش وأمرابط، مع الانضباط الدفاعي لمحاولة السيطرة على ردة فعل العين.
العين (4-2-3-1 هجومي)
حارس المرمى: روي باتريسيو
خط الدفاع: أنطوني أوتون، رامي ربيعة، عبد الله بن خالق، ماتيو زابالا
وسط الإرتكاز: يان تراوري، خيسوس بالاسيوس
خط الإبداع: سفيان شاذلي، كودجو لابا، كاكو
رأس الحربة: كريم جابر الرحيمي
استراتيجية العين:
اللعب على المرتدات السريعة، ومحاولة تنشيط العمق الهجومي عبر كودجو لابا واستغلال مهاراته الفردية، مع استخدام العرضيات لاختراق دفاع الوداد.
مفاتيح الحسم والأداء المتوقع
أداء الثنائي الأمامي سيكون حاسمًا، خاصة المبارك ولابا، وإذا نجح أحدهما في التسجيل مبكرًا سيتغير إيقاع اللقاء بشكل واضح.
وسط الميدان سيكون ساحة المعركة الأهم، والسيطرة فيه قد تمنح الأفضلية لأي فريق.
استخدام البدلاء في الشوط الثاني قد يحدث الفارق، خاصة إن استمر التعادل السلبي أو تفوق فريق بهدف وحيد.
دلالات النتيجة وما بعدها
فوز الوداد سيكون بمثابة دفعة معنوية قبل انطلاقة الموسم المغربي الجديد، وإثبات أن الكرة المغربية ما زالت قادرة على التحدي في أكبر المحافل.
أما فوز العين فسيعيد الثقة للاعبيه وجماهيره بعد هزيمتين قاسيتين، ويمنح مدربه وقتًا أفضل للعمل قبل العودة للمنافسة المحلية.
التعادل قد يكون نتيجة "مرضية" للطرفين في ظل الظروف، لكنه لن يمنع النقد والمراجعة الفنية داخل الأندية.
جمهور وحضور عربي موحّد
رغم بعد المسافات، يتوحد الجمهور العربي خلف هذه المباراة، حيث تمثل مناسبة نادرة لمواجهة عربية خالصة في كأس العالم للأندية.
الإقبال الجماهيري في الملعب، والتفاعل الكبير على منصات التواصل الاجتماعي، يعكسان شغف المشجعين في دعم فرقهم وتمثيل منطقتهم بكرامة.
خاتمة
مباراة العين والوداد اليوم ليست مجرد لقاء ختامي لمجموعة خرج طرفاها من المنافسة، بل هي شهادة على حجم الشغف العربي بالكرة العالمية.
كل فريق سيقاتل ليس فقط من أجل النتيجة، بل من أجل الشرف، والانتصار الرمزي في بطولة يحلم كل نادٍ بالمشاركة فيها.
الجماهير تترقب مواجهة قوية، ونتمنى أن تعكس الصورة الحقيقية لقدرات الكرة العربية في المحافل الكبرى.